ولّاعة سحريّة تساعدك على التوقّف عن التدخين

ولّاعة سحريّة تساعدك على التوقّف عن التدخين

"وداوِني بالتي كانت هي الداء"، من هذه المقولة انطلقت فكرة الشاب اللبناني سامر الغريب، للإقلاع عن التدخين. وذلك بعد محاولاتٍ عدّةٍ باءت بالفشل، على الرغم من قراءته عشرات الكتب التي تعلّم كيفيّة الإقلاع عن التدخين، ووجود العديد من الوسائل التي تساعد على الإقلاع التدريجي عن التدخين، كالسيجارة الإلكترونية، وعلكة النيكوتين، أو الوخز بالإبر. 
يأتي غريب ليخترع "ولاعة ذكية"، تساعد على الإقلاع عن التدخين، من دون أن يوقف المستخدم التدخين مباشرة. 
يقول سامر الغريب، في مقابلة مع "العربي الجديد"، إنّ فكرة "الولاعة الذكية" انطلقت بعد العديد من المحاولات الفاشلة للإقلاع عن التدخين. ويضيف: "سألت نفسي، لماذا لا تكون الوسيلة الأساسية للتدخين، أي الولاعة، هي التي ستساعد على الإقلاع عن التدخين تدريجيًا؟ فالكثيرُ من الذين أقلعوا عن التدخين مباشرة، كسبوا وزناً زائدًا لاتجاههم إلى الأكل بشراهة تعويضاً عن غياب النيكوتين، ومعظمهم لم ينجح في الإقلاع". 

طريقة عمل الولاعة الذكيّة 

تقومُ الولاعة الذكيّة عند استعمالها بحفظ أوقات التدخين الاعتياديّة للمدخّن لمدة سبعة أيام، إذ يقوم المدخّن في هذا الأسبوع بالتدخين بشكل عادي، وفي اليوم الثامن، تتوقّف الولاعة عن العمل، إلا في الأوقات التي حفظتها في الأيام السبعة السابقة. فمثلاً، إذا قام المستخدم بالتدخين يوم الاثنين في الساعة التاسعة والنصف، تقوم الولاعة بتذكيره بأنه قادر على تشغيل الولاعة الآن، في التوقيت نفسه، في اثنين الأسبوع المقبل، فيمكنه أن يشعلها، أو أن يضغط على زر "Skip"، أي "لا أريد". كما أن الولاعة تحتوي على زر "CHEAT"، إذا أراد المستخدم أن يشعل سيجارة خارج الأوقات التي سجلتها الولاعة سابقًا. بالإضافة إلى زر "Friend"، في حال أراد المستخدم إشعال سيجارةٍ لأصدقائه. 

عدد السجائر المسموح به 

الهدف الرئيسي من الولاعة، بحسب غريب، تخفيف التدخين، فبعدما يقوم المدخن بالتدخين بشكل نمطي ومنتظم، تقوم الولاعة كل خمسة أيام، بحذف سيجارة واحدة من دون أن يشعر المستخدم بذلك، وبتوقيت ذكي، أي السيجارة التي تقرّر الولاعة بأنَّ المستخدم ليس بحاجةٍ لها. ويوماً بعد يوم، يقلع المدخّن تدريجيًا عن التدخين دون أن يدرك. 


وعن مميّزات هذه الولاعة الذكيّة، يضيف غريب: "الولاعة مزوّدة بنظام GPS، حيث تدرك أكثر الأمكنة التي يدخن فيها المستخدم بشكل كبير، وهي متّصلة بتطبيق يعمل على نظامي "أندرويد" و"آي أو أس"، ليحصل المدخن على ملخّص التقدّم في التخفيف من التدخين، وهذا يشكّل حافزاً وتحديًا بين المدخنين للتخفيف من التدخين، فإن كان أحدهم متقدّماً عليه، سيسعى جاهدًا إلى المنافسة وزيادة وتيرة الإقلاع عن التدخين. بالإضافة إلى إرسال الإحصائيات المستمرة، بخصوص الأماكن والأوقات التي يدخن فيها المستخدم أكثر، ليقدم له التطبيق على ضوء هذه الإحصائيّات النصائح، فمثلاً سيرسِل التطبيق رسالة إلى المستخدم تقول "يمكنك أن تحصل على مكالمة مجانية مع صديق مفضّل لديك لمدة خمس دقائق بدلاً من إشعال هذه السيجارة"، وهذا الأمر يحفّزُ على التخفيف من التدخين". 
وعن عمل التطبيق، يشير غريب: "يقوم المستخدم بتزويد التطبيق بالمعلومات الشخصيَّة، كالعمر، وطريقة التفكير عن طريق مجموعة من الأسئلة يطرحها التطبيق، وحالته الصحية وغيرها. ويقوم التطبيق الذكي بتذكير المستخدم بوقت سيجارته، وبتحسين أداء المستخدم في التخفيف من التدخين، وتقديم النصائح الخاصة اعتماداً على كلّ من أدائه في التدخين ونمط تفكيره". 
لن تتوقّف مميّزات الجهاز عند هذا الحد فقط. ويقول غريب عن ذلك: "سنسعى في المستقبل إلى مزيد من التحسينات، فمثلاً، سنقوم بتزويد التطبيق بتفاصيل الحالة الصحيّة للمستخدم، وسيراقب المستخدم كيف ستتحسن صحّته كلما خفّف التدخين، كمعدل نبض القلب ونسبة الأوكسجين في الدماغ. وأيضاً، سنزوّد التطبيق بتقرير طبي مفصّل عن المستخدم، ليقدمه إلى طبيبه عن الحالة الصحية، كما سنعمل على ربطه بمستشعر ضربات القلب وتتبّع اللياقة المتوفرة في معظم الهواتف الذكية". 
ويختم غريب: "هذا أول اختراع في العالم يطلب من المدخن أن يقوم بالتوقف عن التدخين وهو يدخن، وقد لاقى صدىً طيّباً من المنظمات الصحيّة والجامعات العالمية. إذ حصلنا على جائزة في بريطانيا من بين 150 اختراعا، وهي منحة لنقوم بتطوير هذا الاختراع وإطلاقه من هناك، وتم اختيارنا من بين أفضل 10 اختراعات في العالم العربي، لنذهب إلى جامعة هاربر في المملكة المتحدة، ولنقدم نموذجاً عن الاختراع". 
ويضيف: "كما حصلنا على براءة اختراع في أميركا، ومن المنظمة العالمية للملكيّة الفكريّة، وفي لبنان أيضاً، وستكون هذه الولاعة بالأسواق في عام 2016. كما سيتم تصنيعها بالصين، لانخفاض كلفة الإنتاج فيها، حيث ستوزع في جميع أنحاء العالم، وفي العالم العربي بشكل خاص، لأن عدد المدخنين يتخطى الـ40%". 

تقرأ أفكار المُدمن 

تبقى أهميَّة "الولاعة الذكيَّة"، بأنّها تدرك استحالة الإقلاع المفاجئ والمباشر عن التدخين، وبأنَّ الطريقة الأفضل والصحيَّة والأكثر نجاعة، هي التخفيف المتدرّج والاعتماد على نسيان المدخّن، وإعطائه البدائل المناسبة لحظة اشتهاء السيجارة. 

الاقلاع المباشر خطر 

وينصح الأطباء دوماً من أجل الإقلاع عن التدخين، بالإقلاع التدريجي وليس المُباشر عن التدخين، وذلك لأنّ مستوى الأوكسيجين في الدماغ ينخفض إلى ما دون 17%، وقد يسبب ذلك نوعاً من الجنون أو الصرع، كما تؤكّد دراسات عديدة نُشرِت على موقع "PUBMED". 

ليست هناك تعليقات